اختتمت الندوات المصاحبة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة، في العاصمة البحرينية المنامة، الذي يُقام تحت شعار «إعلامنا هويتنا»، بإقامة الندوة الخامسة التي عقدت تحت عنوان، «الإعلام الرياضي بين الإثارة والموثوقية».
أدار الندوة الإعلامي البحريني الرياضي عبد الله بونوفل، وشارك فيها المستشار الإعلامي السعودي محمد الشيخ، المعلق الرياضي العماني خليل البلوشي، والإعلامي القطري خالد جاسم. شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور إلى جانب المشاركة الواسعة من خلال طرح العديد من الأسئلة الموجهة إلى الضيوف، والتي تطرقت إلى التعصب الإعلامي الرياضي، وكذلك الإثارة في عدد من البرامج، إلى جانب التحديات التي تواجه المعلقين الخليجيين، ومدى تأثير الإعلام الخليجي على المستوى العربي والعالمي.
جاسم: «الإثارة» مدرستي لكني أرفض المسيئة
تحدث خالد جاسم في بداية الندوة عن أن دول الخليج العربية توفر عوامل النجاح وتستثمر في مواطنيها في المجال الإعلامي، وقال: «نجح الإعلاميون الخليجيون في إيصال رسالة إلى الغرب بأنهم شعوب مسالمة ومحبة للسلام ومنفتحة على الحضارات، وأبرز الشباب الخليجي لنقل رسالة الرياضة إلى الإعلام العالمي». وأشار إلى أن الإعلام الخليجي يأتي في مقدمة الإعلام بين الدول العربية، ووصل إلى مرحلة من التطور ومعرفة كيفية إدارة الإعلام، وطرح المواضيع المراد طرحها من غير الإساءة إلى الآخرين، مما جعل الخليج مثال يحتذى به في المجال الإعلامي. واعتبر جاسم نفسه منتمٍ إلى مدرسة الإثارة الرياضية، رافضاً الإثارة المسيئة لأي من الأشخاص والجهات، وأن على الإعلامي احترام المشاهدين والمتابعين، مؤكداً في الوقت ذاته أن تكون هناك إثارة في البرامج، حيث أنه يبني عمله في البرنامج على ما يرغب به المشاهد.
وأضاف»من الطبيعي التعرض إلى الانتقادات، وخاصة إذا كنت في الواجهة»، موضحاً أنهم كإعلاميين يعملون على الرد على كل من يحاول أن ينتقص منهم، حيث أن هناك برامج تستخدم المتعصبين من أجل الإثارة. ووصف خالد جاسم، استقطاب السعودية لنجوم كرة القدم العالميين إضافة للإعلام الرياضي الخليجي، وتطوير للكرة الخليجية، ونقل بطولاتها إلى العالمية، مشيراً إلى ضرورة استفادة الشباب من هذا الحراك والتطور، وأكد أن الإعلام الرياضي الخليجي في المقدمة ومتطور ومواكب للأحداث قبل هذه الاستقطابات لنجوم الكرة، وأضاف: «علينا أن نعطي للأحداث أهميتها وقيمتها، وحرية الإعلامي لا يجب ان تنتقص من حريات الآخرين». وأوضح جاسم أن السعودية تتعرض لحملات ممنهجة لأنها في المقدمة، وستتعرض للكثير من الحملات من الإعلام الغربي بين فترة وأخرى، خصوصاً بعد فوزها بتنظيم كأس العالم عام 2034، مبيناً أن الرد على ذلك يكون من خلال العمل والاستمرار في التطوير والتنمية، وأشار إلى أن دولة قطر تعرضت لمثل هذه الأحداث منذ إعلان استضافتها بطولة كأس العالم 2022، وحتى نهاية البطولة، مؤكداً نجاحهم من خلال الاستضافة نقل الصورة الحقيقية لقطر وشعبها وثقافتها خلال استضافة البطولة.
محمد الشيخ: إعلامنا الرياضي مواكب للتحول العالمي
تناول محمد الشيخ، مواكبة الإعلام الرياضي السعودي للطفرة الرياضية التي شهدتها المملكة العربية السعودية، باستقطاب نجوم العالم في كرة القدم، وقال: هناك من يرى أن إعلامنا يواكب هذا التحول، والبعض الآخر لا يرى ذلك، مؤكداً أن الإعلام التلفزيوني السعودي سجل نفسه في مقدمة الإعلام الخليجي والعربي، وله من الحظوة على المستويين العربي والخليجي، بسبب قيمة الإعلام السعودي والمنتج الذي يقدمه. وأضاف: «الإعلام السعودي رافعة مهمة للدوري السعودي للمحترفين وليس العكس، ونحن نواكب ونساير الإعلام العالمي»، مؤكداً ضرورة تحييد الإعلام الرياضي عن المتطفلين والعمل بمهنية وحرفية. وأكد الشيخ أنه من المفترض في حالة التعصب الرياضي أن يرفع الإعلاميون شعار السعي إلى إبراز الحقيقة، إلا أن بعض الإعلاميين لديه تعصب للرأي والنادي والمسؤول، وإعلان الميول في البرامج الرياضية يستغله البعض للتربح منه وحجز مقعده في البرنامج، مشدداً على ضرورة أن يتحلى الإعلامي بالمصداقية في نشر المعلومات، والخبر، والتوازن في الرأي.
ونوه الشيخ إلى أن الإعلاميين الذين تخرجوا من الإعلام الورقي ظلوا من الأسماء الكبيرة وفي مقدمة الصفوف حالياً، حيث أن الملاحق الرياضية كانت أكثر مقروئية في الوقت السابق عن الحالي.
خليل البلوشي: المعلق المقلد لا ينجح.. والمتلقي لا يتقبله
كشف العماني خليل البلوشي عن أن المعلق المقلد لا ينجح أبداً في عالم التعليق، وخاصة أن الناس لا تتقبل المقلد، ويجب على كل معلق جديد أن يعمل على الظهور بشكل مغاير وجديد عما كان عليه الآخرون.
وأوضح البلوشي أن دول الخليج العربية من أكثر دول الوطن العربي التي تمتلك معلقين، وكل دولة في الخليج لديها عدد كبير من المعلقين وخاصة المتميزين في هذا المجال، وما يدل على ذلك أن 3 إلى 4 قنوات خليجية تعتبر هي الأقوى على المستوى العربي.
وأكد أن المعلقين الحاليين هم امتداد لأجيال خليجية سابقة كان لها دور كبير ومؤثر، وكل معلق له أسلوبه وطريقة كلام مختلفة عن الآخر، مما أعطى المعلقين الخليجيين ميزة واضحة وأسلوب خاص بهم. وأضاف» لدينا معلقين رياضيين قادرين على نقل الأحداث الرياضية العالمية، كما أن اللهجة الخليجية هي الأوضح على مستوى المنطقة، ولا يجد المعلق الخليجي صعوبة في نقل ووصف ما يدور في المباراة بوضوح وبدون صعوبات». ورأى أن المعلق الرياضي يواجه تحدياً يتمثل في الإضافة التي يقدمها للمتابع، خصوصاً أن معظم المعلومات متاحة لدى المتابع قبل المباراة، وعليه تقديم أشياء جديدة له وجاذبه، مبيناً أن المعلق عليه أن يفصل نفسه عن الآخرين خارج مقصورة التعليق والتحضير الجيد للمباراة.
ولفت البلوشي إلى أن المهمة الأولى للمعلق الرياضي هي وصف الحدث ووضع المشاهد في قلب الحدث، ثم تقديم بصمته الخاصة للمشاهدين، موضحاً أن المعلق الرياضي قد يتأثر في أدائه بمعلقين آخرين، ولكن يجب ألا يكون مقلداً لهم.