لم يعد مجرد غرسة صغيرة بانتظار النماء والإثمار، فمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون اشتد جذعه عبر السنوات، وها هو الآن وارف الظل، واسع الصيت، قوي الإضافة في المشهد الخليجي. لحسن الحظ، امتلك المهرجان منذ ميلاده مقومات البقاء والنماء والاستمرارية، فالإعلام الإذاعي والتلفزيوني، ظل يعيش على الدوام في ظل تحديات تتوالد باستمرارية تقتضي السير الحثيث لتطوير أدائه، مثلما ظل يطارد معطيات ومستجدات لاهثة في عالم التقنية لا تعرف الراحة أو الاستكانة.
نعم، التجربة التراكمية موجودة وثرية سواء في العمل الإذاعي والتلفزيوني الخليجي أو في المحتوى الاحتفائي الذي يقدمه المهرجان، وهي تجربة تشكل أرضية تعود إليها الأنظار عند كل دورة جديدة، لتكشف أين كنا وأين أصبحنا. لكن عطاءات الحاضر تظل هي الكاشف لمواقع أقدامنا قياساً بالتجربة العالمية ذات الاندفاع الصاروخي، مثلما أن استشراف المستقبل يظل هاجساً متجدداً يجعل المسار صوبه أولويةً كبرى، ليس للمواكبة فقط، بل لتحقيق قصب السبق.
هذه الأجندة ظلت شاخصة في كل مهرجان، حيث شكلت خيمة رحبة للورش والجلسات ذات الاختصاص، تناقش كل القضايا وتفرعاتها في العمل الإعلامي الإذاعي والتلفزيوني، وتفتح أبواب التبادل المعرفي والعملي وانتقال الخبرات بين الأشقاء في الخليج. ومما يبهج النفس، أن هناك، وعلى الدوام، أجيالاً تتجدد على مستوى العمل الإذاعي والتلفزيوني سواء بشكله التقليدي المتجدد المستفيد من عطاءات التقنية والرقمنة، أو بأشكاله المستحدثة الخارجة من عباءته.
كما أن المرأة الخليجية، بدأت في توسيع مشاركاتها وإبراز قوتها في التأثير الإعلامي الإيجابي، والمشاركة في صناعة الرأي العام المستنير، وتقديم المحتوى الإعلامي الذي يحقن الساحة بالحيوية في كل مجالات التثقيف والتنوير والترفيه. هناك أيضاً التحفيز للأعمال الإبداعية، وتكريم من وضعوا بصماتهم القوية في العمل الإعلامي الإذاعي والتلفازي، بل وكذلك الاحتفاء بأهل الفن الذين ظلوا واستمروا ركناً مكيناً في المحتوى المقدم للجمهور.
كل هذه المخرجات هي ثمار تؤكد فاعلية هذا المهرجان، وتزيد من أواصر التمسك به، في ظل هوية خليجية فاعلة، قادرة على عطاء متميز، ومؤثرة سواء في محيطها أو على المستويات الإقليمية والدولية.