سألني موظف الجوازات في مطار مملكة البحرين:
ــ هل هذه المرة الأولى التي تزور البحرين؟
ــ قلت: لا لكني لم أزرها منذ أكثر من عشر سنوات.
ثم طلب المساعدة من موظف آخر، جلس أمام جهاز الحاسب الآلي، وأخذ يقوم بتمرير جواز سفري أكثر من مرة على الجهاز، ثم قام بالكتابة وإدخال المعلومات، وعاد ثانية لتمرير الجواز.
ــ سألته: هل توجد مشكلة؟ ولماذا كل هذا الوقت لوضع ختم السماح بالدخول؟
ــ أجابني: لابد من تحديث البيانات بسبب الفترة الزمنية التي لم تزر فيها البحرين، ثم وضع الختم وسلمني الجواز مع اعتذار عن التأخير.
حتى أنا كنت بحاجة إلى تحديث بياناتي عن مملكة البحرين، فالمطار غاية في الجمال المعماري والنظافة والتنظيم، وكان يجب عليَ أيضًا أن أُحدّث بياناتي عن مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، الذي بسببه كنت أزور البحرين، ثم انقطعت عن حضوره لأكثر من عشر سنوات، مرورًا بتوقفه لأعوام قليلة ثم استأنف نشاطه بالدورة الخامسة عشرة.
أحضر اليوم الدورة السادسة عشرة للمهرجان، وفي ذاكرتي الكثير من الذكريات، منذ المرة الأولى التي حضرت فيها للمهرجان، مذيعاً يقوم بالتغطية الإذاعية لفعاليات المهرجان، ثم محكماً محايداً ضمن لجنة تحكيم البرامج الإذاعية، ثم مديراً لإذاعة نداء الإسلام، لأتسلم جائزة ذهبية لفوز الإذاعة في البرامج الدينية، ثم حضرت للمرة الأخيرة، وفيها تفضلت علي إدارة المهرجان، واحتفت بصدور كتابي الأول (على الموجة القصيرة).
منذ اللحظة الأولى عند دخولي لسوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، تأكد لي أنني أمام نسخة جديدة للمهرجان، غير التي ألفتها وعرفتها، رغم تجدد لقائي مع زملاء من جيلي من دول مجلس التعاون، لقد شعرت ببساطة أجنحة الهيئات والشركات والمؤسسات المشاركة، في السوق من حيث الديكور، وطريقة الاستقبال، وقدرة الأفراد على تقديم المعلومات، وغالبيتهم من الشباب من جيل التقنية الحديثة.
كانت مفاجأة لي أن الندوات تقام في ذات السوق، وحرصت على حضور الندوة الأولى، فكانت مفاجأتي أكبر، فكل الضيوف من الشباب المحترف مهنياً لصناعة المحتوى وإخراجه وإنتاجه، وليسوا كما تعودنا من الأكاديميين.
مرةً تلو مرة، خلال أربع وعشرين ساعة، أجد نفسي ملزماً بتحديث بياناتي عن المهرجان، الذي قدم حفل افتتاح هادف وعميق في محتواه، وليس حفلاً ترفيهياً.
النسخ الجديدة للمهرجان، صالحة للجيلين، والتواصل حاصل بينهما مادام كل من يشارك، أو يحضر المهرجان يقوم بتحديث بياناته.