استضافت الندوة الثانية ضمن مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون مجموعة من الفنانين والمنتجين المعروفين، الذين لهم إسهامات واضحة في تألق الفن الخليجي، وذلك خلال ندوة “الدراما الخليجية في جيلين”، حيث قدموا آراءً قيِمةً حول الدراما الخليجية بين جيلين وهو الموضوع الرئيسي للندوة.
شارك في الندوة الفنان الكويتي جاسم النبهان، والفنان السعودي الدكتور عبدالإله السناني، والفنان والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي بالإضافة إلى الفنانة البحرينية ريم أرحمة، حيث تم مناقشة مجموعة من المحاور المهمة في مسيرة الدراما الخليجية، ودار المحور الأول عن التحديات التي مرت بها الدراما الخليجية خلال العقدين الماضيين، ودور الصحافة تجاه الدراما الخليجية، بالإضافة إلى المرأة وتأثيرها في الدراما الخليجية والرؤى والمقترحات المقدمة من ضيوف الندوة حول مستقبل الدراما الخليجية.
النبهان: الرعيل الأول كانت لديه رقابة ذاتية
في مستهل الندوة، أكد الفنان القدير جاسم النبهان أن الرقابة الذاتية لا تزال موجودة عند جيل الرعيل الأول من الفنانين، مستذكراً في حديثه الفنانة مريم الغضبان كأول فنانة تظهر على خشبة المسرح، والتي شجعت النساء على المشاركة في عالم التمثيل والمسرح.
وأوضح النبهان أن هذا المهرجان اعترافٌ بدور الفنان في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يتواجد الجيل القديم والجديد من أجل طرح الروئ حول مستقبل الفن في الخليج، معرباً عن سعادته في الوقت ذاته بلقاء الأشقاء الخليجيين خلال فعاليات المهرجان.
السناني: بعض الأعمال يعاد «تدويرها»
من جهته أشار الفنان عبدالإله السناني إلى الدور البارز لدولة الكويت في الدراما الخليجية خلال ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى مساهمة إمارة عجمان في نضج الدراما حسب وصفه بعد افتتاحها استوديوهات للتصوير، بمشاركة نجوم وفنانين من مصر وسوريا، مبيناً أن العديد من الأعمال التي قدمت فيما مضى كانت على عجالة ولم تقدم معالجة مستوفاة بمشاركة خبراء ومتخصصين، إذ كانت المعالجة حكراً على المؤلف، لذلك بعض الأعمال يعاد «تدويرها» وتصويرها مرة أخرى حديثاً بتغييرات جزئية، معبراً عن وجهة نظره أن هذا الأمر يعتبر ضعفاً. وأردف قائلاً إن الجيل الجديد يجب أن يجد أعمالاً تتناسب مع رؤيته، مشيراً إلى أنه مؤمن بهذا الجيل الذي وصل إلى مهرجان كان السينمائي، حيث حصل فيلم «نورة» على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وهو إنجاز مهم كأول فيلم سعودي ينافس في المهرجان».
وأضاف الدكتور السناني قائلاً أن الدراما الخليجية في السبعينيات والثمانينيات لم تظهر صورة المرأة الحقيقة، حيث كانت أدوارهن تنحصر في إطارين محددين وهي إما أن تكون مستبدة وقوية ومتوحشة، أو إمرأة مستضعفة، معتبراً هذا الأمر اختلف الآن، خاصةً أن المرأة لم تعد اليوم ممثلة فقط، وإنما كاتبة ومخرجة ومنتجة، وهي جزء مهماً جداً في المجتمع الخليجي، ولها القدرة على أداء الأدوار الكوميدية وكذلك الأدوار الأخرى كفرد طبيعي من المجتمع.
الجسمي: الشباب لديهم اطلاع على الأعمال العالمية
ذكر الفنان الإماراتي أحمد الجسمي أن الفرق كبير بين الجيل القديم والحديث من الممثلين والفنانين، حيث أن الفرق يكمن في مسألة التطوير في مجال الكتابة، وخاصة أن القصص مقاربة لبعضها البعض مع اختلاف في التفاصيل الدرامية.
ونوه الجسمي إلى قلة النصوص التلفزيونية الجيدة، حيث أن هناك منتجين يبحثون عن الربح على حساب النص الجيد، مما يختلف تماماً عن الجيل السابق الذي كانت لديه رؤية واضحة، وعفوية في تقديم الأعمال الفنية، والتمسك بأخلاقيات المهنة، مع عدم التفكير بالانتشار على عكس بعض نجوم جيل اليوم. وقال الجسمي إن فئة الشباب لديهم اطلاع على الأعمال العالمية، وهم بحاجة إلى مواكبة تطلعاتهم بأعمال متطورة من الناحية الإنتاجية، متمنياً أن يكون هناك مواكبة بين الجيلين، ودمج بين الخبرات.
وطرح الجسمي رؤيته بأن الدراما الخليجية تتميز بتشابه العادات والتقاليد بين شعوب دول الخليج، وتقارب اللهجات، مما يشجع الإنتاج المشترك، ويساهم في انتشار العمل الخليجي، متمنياً أن يكون المزيد من الأعمال التي تقدم الهوية الخليجية، ويتشارك فيها النجوم من مختلف الجنسيات.
أرحمة: فنانات الجيل الأول مهدن الطريق للشابات
أكدت الفنانة ريم إرحمة بأن الفنانات سابقاً واجهن صعوبات تقنية في تعلم التمثيل، وتحدٍ مهم آخر يتجسد في العادات والتقاليد، إلا أن دخول المرأة اليوم عالم التمثيل بات سهلاً عن السابق، حيث أن الفنانات الخليجيات من الجيل الأول هن من ساهمن في تسهيل دخول فنانات الجيل الجديد إلى مجال التمثيل، مع مواجهتهن التحديات في وسط العمل الفني.