ركز المتحدثون خلال هذه الندوة على أهمية تطوير محتوى الإعلام الخليجي ليكون قادرا على مواكبة التغييرات المتسارعة في هذا المجال، وبخاصة في ظل انتشار وسائل ومنصات الإعلام الرقمية ومواقع «التواصل الاجتماعي» وأثرها على المجتمعات.
وأشار المتحدثون إلى ضرورة التركيز على الإعلاميين الشباب في دول مجلس التعاون، والعمل على تدريبهم وتطويرهم بما يؤهلهم لتقديم مضامين إعلامية تحافظ على الهوية الخليجية وترتقي بمنظومة القيم الأخلاقية والتربوية والتعليمية، في ظل عدم وجود ضوابط أو قيود تحكم الإعلام الرقمي وانتشاره بين مختلف الأوساط، وبخاصة الشباب والأطفال.
وتطرق د. راشد النعيمي إلى ما يشهده الإعلام عالميًا وخليجيًا من تطور سريع وصولا إلى ظهور المنصات الرقمية والإعلام الجديد وضرورة أن يكون التركيز عند مناقشة مستقبل الإعلام الخليجي على محورين، أولهما تأهيل الكوادر الشبابية العاملة في مجال الإعلام بشقيه التقليدي والرقمي بما يتناسب مع المتغيرات المتسارعة، والثاني هو التركيز على قضية المحتوى الإعلامي باعتباره قضية محورية تحدد ملامح الرسالة الإعلامية وتوثق الواقع الحالي للأجيال القادمة، وذلك يتطلب تعريف الشباب من المنخرطين بالعمل الإعلامي بأساسيات وأخلاقيات هذا العمل وأهمية الالتزام بالمصداقية والمهنية عند صناعة ونشر الخبر والمعلومات.
أما د. عبدالرحمن بحر، فيرى أن مسألة التفكير في مستقبل الإعلام تمثل هاجسًا لجميع العاملين في هذا المجال، إذ أنه بعد انتشار منصات الإعلام الجديد وتزايدها وتفاعل الجماهير معها، أصبحت القنوات الإعلامية التقليدية والرسمية مطالبة بتطوير تقنياتها وأساليبها، وأن يكون ضمن خططها زيادة التفاعل وتوظيف وسائل الإعلام الحديث، مشددًا على ضرورة أن تبدأ الأجهزة الإعلامية الرسمية الخليجية في تأسيس ما أسماه «المنصة الرابعة» بعد وكالات الأنباء الحكومية والتلفزيون والإذاعة، وهي «المنصة الرقمية».
وشدد الدكتور بحر على أن تحديات التكنولوجيات الحديثة وتنامي دور القطاع الإعلامي الخاص يستلزم التحرك نحو مزيد من التكامل مع هذا القطاع، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالتنافسية المسؤولة واستدامتها وتطويرها، داعيًا إلى احتواء الإعلاميين الشباب والمؤثرين على منصات «السوشال ميديا».
من جهته، أكد خالد الغامدي أن الإعلام مهما اختلفت المنصات التي تقدمه يظل هو الأساس، ولأن دول مجلس التعاون يجمعها جمهور واحد وثقافة واحدة، فهو يحتاج إلى أن يكون أكثر تنظيمًا، داعيًا إلى وضع خطة خمسية إعلامية خليجية مشتركة بهدف تطوير محتوى منظومة الإعلام في دول المنطقة بما يتناسب مع جمهور الشباب الذي يمثل نحو 70% من مواطني دول الخليجي، منوها إلى ضرورة تطوير الكوادر الشابة وتأهيليها.
وفي ذات السياق، قال د. محمد الشعشعي إن التركيز عند بحث مستقبل الاعلام الخليجي يجب أن ينصب على عدة محاور، لعل أبرزها ضرورة إنهاء الضبابية الحالية في شكل التنافسية بين الإعلام بشكله التقليدي والإعلام الجديد، وأن يكون هناك نوع من التكاملية وإشراك الشباب في أجندة الإعلام الخليجي ليس فقط بتغطية برامجهم، وإنما من خلال النظر إلى أفكارهم وطموحاتهم وإشراكهم في تقديم وإعداد البرامج والخطط الإعلامية.
وتحدث الأستاذ أحمد الهاجري عن ما يمثله مستقبل الإعلام الخليجي من تحدٍّ، وضرورة الاهتمام بالمحتوى الذي يتم تقديمه، وأن تكون الإدارات المسئولة عن أجهزة الإعلام الخليجية أكثر تواصلا مع الشباب وإبراز إنتاجهم الفكري.
ويرى الأستاذ سعد الفندي أن الإعلام الخليجي يمتلك في الوقت الراهن أهم المؤسسات الإعلامية بالشرق الأوسط وهو الذي يقود الإعلام في المنطقة، وإذا أراد أن يظل في هذه المكانة فعليه السيطرة على الإعلام الرقمي من خلال دخول هذا المجال بقوة بواسطة الأجهزة الإعلامية الرسمية، وتقديم محتوى يعزز القيم والأخلاق والهوية، ولا يحصر دوره في التسويق لبرامجه كما يحدث في الوقت الراهن.
وشدد الأستاذ مجري بن مبارك القحطاني على ضرورة أن يقوم الإعلام الخليجي الرسمي بدراسة الجمهور المستهدف بالرسالة الإعلامية، ومن ثم يتم تطويرها بما يتناسب مع ما يحتاجه هذا الجمهور، معتبرا أن من أبرز مشكلات الإعلام الخليجي عدم وجود مشروع واضح ومحدد لهذا الإعلام يتم التخطيط له، ولذلك يجب أن تكون النظرة المستقبلية نحو ما يمكن تسميته بـ»الجيل الرابع من المنصات الإعلامية».
وشهدت الندوة عددًا من مداخلات الحضور، والتي تناولت أغلبيتها التأكيد على أهمية التركيز على مسألة تدريب الإعلاميين وإنشاء مؤسسات جديدة تُعنى بالتدريب، وأن يتم الاهتمام بالمدربين الإعلاميين الخليجيين ومنحهم مزيدًا من الفرص، لاسيما وأن غالبيتهم من أصحاب الكفاءات والخبرات الاعلامية الكبيرة.