شارك في ورشة العمل كل من: الإعلامية بقناة العربية منتهى الرمحي، الإعلامي السعودي عبد الله المديفر، المدرب العالمي في تطوير القادة والإعلاميين عمّار شهاب، والمستشار الإعلامي السعودي ماجد الغامدي، وأدارها مبارك الدجين، المتخصص في الاتصال المؤسسي.
وأجمع المشاركون في الورشة على أهمية عنصر التدريب، ليس في مجال الإعلام فحسب، وإنما في جميع المجالات، وأن الإعلام الخليجي والعربي يواجه مشكلة عميقة في مسألة التدريب، وذلك يعود إلى العديد من الأسباب المتعلقة بمؤسسات العمل، سواء كانت حكومية أو خاصة، أو في طبيعة برامج التدريب التي يتم تقديمها، أو في المدربين أنفسهم، وفي ما يمتلكونه من خبرات تؤهلهم لتقديم الدورات والبرامج التدريبية.
وشدّدوا على أن الحكم على نجاح التدريب، يكون بعد أن يتم الوصول إلى المحصلة المستهدفة، ويرتفع بمهارات المتدربين، وتطرقوا إلى المقارنة بين التدريب بشكله التقليدي وعبر الواقع الافتراضي، ورأى معظمهم أن التدريب التقليدي وجهًا لوجه أكثر إفادة في نقل المهارات والخبرات.
وانتقد «عبدالله المديفر» طرق التدريس في أقسام الإعلام بالجامعات، لأنها تركز فقط على تقديم المعارف العلمية، ولا تضع برامج لتدريب طلبة الإعلام والاتصال، وهو الأمر الذي ينتج عناصر إعلامية تفتقد المهارات المطلوبة للعمل الإعلامي الشامل والجيد.
وأكد المديفر أن حل مشكلة التدريب لا يكون من خلال الأكاديميات المتخصصة أو الجامعات، أو بجهود الأفراد، أو شركات التدريب العامة أو الخاصة بالشأن الإعلامي، وإنما يجب أن تقوم الدولة بهذا المشروع.
من جهته أشار «ماجد الغامدي»، إلى أن أحد التقارير المتخصصة عام 2019م أوضح أن العالم ينفق على التدريب سنويًا ما يعادل 300 مليار دولار، غالبيتها في مجال الإعلام والاتصال، وهو ما يوضح أن الحاجة للتدريب يمثل احتياجًا واهتمامًا عالميًا، وفي ضوء ذلك فإن التدريب يجب أن يرتكز على العديد من المقومات التي تتماشى والتطورات التقنية في مجالات الإعلام والاتصال، وأن تركز جهات التدريب على منح المتدرب ثلاثة أمور هامة، هي: المعارف، والاتجاهات، والمهارات.
وقال الغامدي إن مشكلة دورات التدريب التي تقدم حاليًا، أنها لا تتناسب في كثير من الأحيان مع الواقع، وأحيانًا يقدمها مدربون لا يمتلكون الخبرة والكفاءة، لافتًا إلى أن التدريب يقوم على وجود مدرب، ومنهج، ومتدربين، إضافة إلى بيئة مكانية، والعنصر الأهم في كل هذه المنظومة هو المدرب، داعيًا المؤسسات الإعلامية إلى التركيز على التدريب الداخلي بين موظفيها، ولكن بذكاء واحترافية عالية.
من جانبه قال «عمّار شهاب» إن أزمة المؤسسات الإعلامية عدم مواكبتها للنهج الجديد في التدريب، رغم أن الإعلام اختصاص مهم جدًا، وأنه عند البدء في التدريب من الضرورة بمكان أن نحدد طبيعة ونوعية احتياج المؤسسة الإعلامية للتدريب، مؤكدًا أن التدريب ليس حكرًا على المؤسسات الرسمية أو الخاصة، مشيراً إلى أن الإعلامي هو أفضل شخص مؤهل لتقديم الدورات التدريبية، وأن نجاح الإعلامي يعتمد على العديد من المقومات المرتبطة جميعها بمدى «الذكاء» والمهارات لديه في كل ما يتعلق بأداء مهنته.
ورأى شهاب أن الأزمة الحقيقية التي يواجهها الإعلام الخليجي والعربي هي أزمة إحصاء وغياب البنية التحتية للإعلام، وعدم وجود نظام واضح ومحدد لهذا الأمر، مؤكدًا أنه ليس كل حامل لشهادة التدريب يصلح لأن يكون مدربًا، لأن التدريب يحتاج إلى مهارة وملكات شخصية و»كاريزما» خاصة بالمدربين.
أما الإعلامية «منتهى الرمحي» فترى أهمية أن تقوم شخصيات موثوقة ولديها الخبرة اللازمة بعملية التدريب والاضطلاع بتلك المهمة، مؤيدة الرأي القائل بأن الإعلامي هو الأفضل للقيام بمهمة التدريب، لأنه يمتلك المهارات الإعلامية، ويكتسب خبرات إضافية من خلال تعامله مع زملاء المهنة في محيط عمله.
وانتقدت الرمحي سعي كل «من هبّ ودبّ» للعمل في المجال الإعلامي، أو الرغبة في الظهور، دون النظر إلى المحتوى أو المعلومة التي يقدمها، وشددت على أهمية أن يرتقي كل من يريد العمل في الإعلام بمستوى مهاراته وثقافاته، وأن يقدم محتوى يناسب المجتمعات ويحترم الأعراف والتقاليد.
وتضمنت مداخلات الحضور التعليق على جملة من القضايا، ومن أبرزها أهمية التركيز على المعارف الثقافية والخبرات العملية عند اختيار المدربين، وأهمية أن يسعى الإعلامي إلى تطوير معارفه ومهاراته، وانتقدوا وجود بعض «الدخلاء» على مهنة الإعلام، والذين لم يجتهدوا في تطوير أنفسهم، أو الذين يقدمون محتوى إعلامي يتنافي والقيم والتقاليد الاجتماعية.
وفي ختام الورشة أبدت «منتهى الرمحي» تفاؤلها بشأن حل أزمة التدريب في الإعلام الخليجي في المستقبل، وتسليط المزيد من الضوء على هذه القضية المحورية؛ لأنها لم تعد مسألة رفاهية، وإنما أمر أساسي لا يمكن الإستغناء عنه.