أكد المتحدثون في ندوة «تأثير الإعلام في القيم المجتمعية والأسرية والهوية الخليجية»، أن الفن الخليجي، والمنتجين الخليجيين يتحملون مسؤولية إنتاج أعمال فنية وأفلام بنوعيها القصيرة والطويلة، تعمل على تعزيز الهوية الخليجية وثقافتها، وتبدأ بمخاطبة الصغار قبل الكبار، من أجل غرس القيم والهوية الخليجية في نفوسهم، وتحصينهم ضد الهويات الدخيلة على المنطقة.
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة، والتي شارك فيها كل من الإعلامي السعودي عبدالله المديفر، والسعودي الدكتور ثواب السبيعي المستشار في التواصل الثقافي ومؤسس منصة (سائح تيوب)، والمستشار الإعلامي البحريني مهند النعيمي، وأدار حوارها صانع المحتوى ومقدم البرامج السعودي محمد النحيت.
المديفر: «الهوية هي الشيء الذي يخبرك من أنت، بينما الثقافة هي الشيء الذي يخبرك كيف تتصرف»
وتناول الإعلامي عبدالله المديفر في حديثه المؤثرات التي تعرضت لها الهوية الخليجية، معرفاً الهوية والثقافة، قائلاً: «الهوية هي الشيء الذي يخبرك من أنت، بينما الثقافة هي الشيء الذي يخبرك كيف تتصرف».
وتابع المديفر حديثه قائلا: «على المستوى الإعلامي تعرضت الهوية العربية إلى عدة تحولات يأتي في مقدمتها ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، رئيس مجلس الوزراء، في تصريح إعلامي: «بأن الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة»، موضحا أن هذا يعني بأن الشرق الأوسط سيكون مركزاً عالمياً في التأثير.
وذكر المديفر أن الإعلام الخليجي مازال يعتقد أن مسؤوليته تسويق الإنجازات، وتحسين الصورة الذهنية، مؤكدًا أن الحل يمكن في تغيير تلك الصورة النمطية، وتغيير تلك العقلية بشكل جذري واستبدالها بعقلية أكثر عمقاً تستطيع العمل بقانون المركزية الجديدة. وأبدى الاعلامي عبدالله المديفر دهشته من أن البعض ينظر للهوية على أنها حالة كُره للآخر، مشيداً بالعديد من التجارب المميزة التي تتماشى مع أفكار تعزيز الهوية الخليجية، مستشهداً بتجربة المحتوى الناطق بالعربي الذي يطلقه الدكتور ثواب السبيعي، والذي يمثل العادات والتقاليد واللغة، في نموذج مشرف لكل أبناء الخليج، مخاطباً الأجيال القادمة بضرورة النظر إلى الهوية على أنها متغيرة ومتجددة.
السبيعي: لا بد من إنتاج أفلام قصيرة تحث الأطفال على الانتماء لهويتهم
من جهته، يعتقد الدكتور ثواب السبيعي أن الصورة الذهنية تتأثر أحياناً في إطار التأثير الإعلامي، مثل ظهور مصطلح الإسلاموفوبيا، واستشهد بتجربة فيلم الأنيميشن «كوكو» الذي تناول الثقافة المكسيكية ونجح في تمثيلها ونقلها إلى العالم، متسائلاً «هل يوجد عربياً فيلم كرتوني يجسد الصورة الذهنية لنا أمام الأطفال والكبار والعالم».
وحمَل السبيعي المنتجين والمخرجين والإعلام الخليجي الفني مسؤولية إنتاج وبث المزيد من البرامج والإنتاجات التي تعزز من الهوية الخليجية، ومخاطبة الصغار عبر أفلام قصيرة تزرع في نفوس الأطفال الهوية والثقافة الخليجية مما يجعل من الصعب عليهم التأثر بالهويات الدخيلة، والمتغيرات الأخرى التي تسهم في إضعاف ارتباط الخليجي بهويته وثقافته.
النعيمي: في الماضي توافرت الكوادر الإعلامية ولم تتوافر الأدوات
قال مهند النعيمي إن التقنيات الجديدة التي لم نستطع استغلالها جيداً في العالم العربي، تسير في الاتجاه المعاكس للماضي، حينما توافرت الكوادر ولم تتوافر الأدوات، مضيفاً أننا اليوم نحاول أن نحمي أبناءنا من المحتوى العربي الهابط لدى بعض المشاهير.
وأشاد بمحتوى برامج تلفزيونية تؤسس لقيم نبيلة، مثل برامج «الصدمة»، و»أنا لها»، و»كفو» الذي بدأ بحرينياً وانتقل لكل الخليج لتعزيز ثقافة الشكر والتقدير.
واختتم حديثه بضرورة التعاون الخليجي من أجل توجيه المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتجين للأعمال التلفزيونية نحو صناعة محتوى هادف يمثل الإعلام والهوية الخليجية لحماية الأبناء والأجيال من الضياع وسط أمواج تداخل الهويات.