سلطت الندوة الثالثة، ضمن سلسلة ندوات مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون، الضوء على دور منصات التواصل الاجتماعي والذكاء الإصطناعي في إعلام المستقبل، وتأثيراته على هذه المهنة وكيف يمكن تطويع هذه التقنيات لتتناسب مع متطلباتنا الإعلامية وأهداف الإعلام الخليجي في صناعة محتوى يسهم في توعية الأجيال ومساعدتهم على الاستخدام الأمثل لتلك التقنيات.
تحدث في الندوة الدكتور خميس أمبوسعيدي أستاذ الإعلام الرقمي المساعد بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوي، وعبد الله الغافري الإعلامي القطري، فيما أدار الندوة الدكتورة دولة الخلاصي إحدى المؤثرات في وسائل التواصل الاجتماعي.
تحدث المشاركون في مجموعة من المحاور التي تدور حول الذكاء الصناعي، وما لهذه التقنية من إيجابيات وسلبيات، مؤكدين على ضرورة مبادرة الجهات الرسمية لإيجاد حلول تنظم استخدامها، وتقلل من مخاطر التعرض لعمليات الاحتيال، بالإضافة إلى بحث سبل الحفاظ على الأجيال الشابة من مخاطر التعرض لما يمكن أن يؤثر على سلوكهم من خلال ما يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام.
الجميع أصبحت لديه الأدوات لكي يكون مؤثراً على منصات التواصل الاجتماعي
وأكد الدكتور خميس امبوسعيدي في مستهل حديثه أن الإعلام برسالته وأهدافه هو ثابت ولا يتغير، لكن الأدوات الاعلامية هي التي تتغير، موضحا أن كل جيل وكل زمن له أدواته الإعلامية، والآن نعيش في زمن الإعلام الرقمي ويجب علينا أن نتقبل هذا الأمر وأن نتعايش معه، ونضع الضوابط المناسبة، التي تمكننا من تنظيم استخدام الإعلام الرقمية.
وأضاف مبوسعيدي أن تقنية الذكاء الإصطناعي ليست وليدة اليوم بل هي موجودة منذ زمن طويل، لكنها انفجرت الآن مع الثورة التكنولوجية.
وأشار إلى أن العالم أصبح أكثر انفتاحا بفضل الثورة المعلوماتية، مما يعني أن الجميع أصبحت لديه الأدوات لكي يكون مؤثراً على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً على أهمية قيام الجهات المعنية والمدارس بالتوعية بأخطار منصات الاجتماعي، وسد الفجوة الرقمية قبل أن تتسبب هذه الفجوة في خسائر اقتصادية كبيرة للدول.
استحداث مادة دراسية للتوعية الرقمية
مشدداً على أهمية استحداث مادة في المناهج الدراسية بالمدارس للتوعية الرقمية وكيفية استخدامها ومعرفة أخطارها، داعياً إلى تعاون خليجي لإنشاء نظام له علاقة بدول الخليج، خصوصاً أن السوق مستهدف، ومستهلِك بشكل كبير، مستشهداً بالتجربة السعودية في إدخال مناهج تكنولوجية في المراحل الابتدائية، لافتاً إلى أن هذه المناهج تسهم في زراعة الوعي لدى الأطفال وتوسع مدراكهم نحو التعامل مع المستقبل بما فيه من تقنيات.
ودعا الدكتور خميس مبوسعيدي الدول الخليجية والعربية إلى صناعة الذكاء الاصطناعي وأن لا نكون مستهلكين فقط لهذه التقنية، مشيداً بمنصة “لوسيديا” في المملكة العربية السعودية التي تقوم بدور مهم في هذا الصدد، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي يفيدنا بمعرفة أفضل وقت للتفاعل مع المحتوى المنشور على المنصات مما يساعد في نشر الرسائل المهمة على نطاق واسع.
وقلل امبوسعيد إنه من المخاوف المثارة فقدان العديد من الناس لوظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الذكاء الصناعي قد يؤثر على بعض الوظائف وقد يلغي أخرى، لكن في الوقت ذاته سيوجد وظائف جديدة، مضيفاً أن الدول يجب أن تتفاعل مع المتغيرات الجديدة وتستعد لها، إذ يجب أن يكون هناك استيعاب لما يحدث من متغيرات والتعامل معها بشكل سريع حتى لا تترك فجوة كبيرة يصبح من الصعب سدها.
العديد يتعرضون لعمليات احتيال جرَاء التقنيات الحديثة
أما عبدالله الغافري، فقد أشار في حديثه إلى أن منصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي لهما سلبياتهما وايجابياتهما، لكن لا يمكن تجاهل هذه الثورة المعلوماتية بسبب سلبياتها. وبيّن الغافري أنه كمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي تأثر شخصياً وبشكل سلبي من تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث تعرض لمواقف تحايل من إحدى الشركات التي استخدمت صورته وصوته للترويج إلى منتجها العقاري، ومع ذلك استمر في تقديم المحتوى الذي يتناسب مع أهدافه ورسالته دون الاستسلام لهذه التقنية، داعياً الجهات الرسمية المسؤولة إلى التحرك والتواصل مع المنصات، وفرض عقوبات وغرامات عليها بسبب الاحتيال.
ويرى الغافري أن برامج التوعية بحد ذاتها لا تكفي للسيطرة على مخاطر الذكاء الاصطناعي ومواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن الأمر بحاجة إلى ما هو أكبر من مناهج دراسية توعوية ، بل إن الأمر بحاجة إلى إدارات وهيئات وربما تأسيس وزارة خاصة، تكون تحت مظلتها كافة الأمور التكنولوجية الجديدة.
واتفق الغافري مع زميله امبوسعيدي على ضرورة استحداث مادة خاصة للتوعية الرقمية وسد الفجوة الرقمية بدول الخليج، والتوعية بأخطار منصات الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.
تطوير المشهد الإعلامي الخليجي باستخدام الذكاء الاصطناعي
وسلط الغافري الضوء على عدد من الموضوعات التي تلامس بشكل مباشر قطاع الإعلام، أبرزها دور منصات التواصل الاجتماعي المتنامية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير المشهد الإعلامي الخليجي، للوصول إلى أفكار ومقترحات من شأنها تعزيز قدرة الإعلام الخليجي على القيام برسالته على الوجه الأكمل. وفيما يتعلق بالمخاوف من فقدان بعض الوظائف مع تطور الذكاء الإصطناعي قال الغافري إن البطالة وفقدان الوظائف أمرٌ موجودٌ قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، ولا يمكن أن نضع هذه التقنية شماعة لتبرير فشل البعض في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل التوظيف، متفقاً مع زميله بأن الذكاء الاصطناعي سيوجد العديد من الوظائف الجديد التي يمكن استثمارها في توجيه الشباب إليها.