الهـــاجــري: التجمـــع فـــرصـــة لتبادل الخبرات وفتح مجالات التعاون..وشعار المهرجان يمثل انعكاسًا للواقع


شدّد السيد أحمد غصاب الهاجري، مدير إدارة التخطيط والجودة والتعاون الدولي في المؤسسة القطرية للإعلام، رئيس وفد دولة قطر، على أهمية مشاركة المؤسسة في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بنسخته الخامسة عشرة في مملكة البحرين، بجانب الوزارت والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في دول المجلس، مقدمًا الشكر والتقدير إلى جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج والجهات المنظمة والراعية، والتي تحرص على جمع الإعلاميين الخليجيين في المهرجان على مدار أكثر من أربعة عقود.

وأشار الهاجري إلى أن المهرجان يعتبر فرصة مناسبة للقاء الإعلاميين والكتاب والفنانين مع المسؤولين، لمناقشة هموم وتحديات الإعلام وتبادل الخبرات فيما بينهم، وفتح المجال لمزيد من التعاون والأعمال المشتركة.
وأشاد رئيس الوفد القطري بفعاليات الدورة الخامسة عشرة من المهرجان، وما شهده من تطور نوعي من الناحية التنظيمية والفنية، من خلال الندوات العلمية المتنوعة والتي استضافت شخصيات رسمية، وإعلاميين مخضرمين وشباب، ونجوم الإعلام الرقمي من الجنسين، وهي خطط موضوعة ومدروسة من قبل الجهاز والمؤسسات الداعمة، مقدمًا الشكر لمملكة البحرين على حسن الاستقبال والضيافة التي حظيت به الوفود المشاركة في المهرجان.
وأبدى السيد الهاجري إعجابه بأوبريت الافتتاح، والذي عكس بشكل حقيقي شعار المهرجان هذا العام، وتجسيده لفكرة التفاعل والتواصل الفكري الحقيقي بين أهل الخليج العربي، إلى جانب إظهار الإعجاب والاعتزاز بتراثنا الخليجي وعاداتنا العربية والإسلامية التي تشكل هويتنا الجامعة.
واعتبر الهاجري أن الدورة الحالية تمثل في شكلها ومضمونها تأريخًا كاملاً لدورات المهرجان السابقة، حيث ظهرت بشكل وثوب مختلف ومبهر، حمل في طياته العادات والقيم الخليجية، وعكس بصدق فكرة شعار المهرجان.
وعن قدرة الإعلام الخاص في مواكبة الرسالة الإعلامية الرسمية ومساهمتها في تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية، أشار السيد أحمد الهاجري إلى أن المؤسسات الخاصة تستطيع أن تساهم في أجزاء محدودة، وذلك لطبيعة وظروف عملها، ولكونها تقوم على فكرة المردود المادي، وهي من الأمور التي لا تعاني منها المؤسسات الرسمية، حيث تقوم الدول بدعمها بشكل كامل، كونها جزء أساسي من المؤسسة الرسمية والجهة الإعلامية الناطقة باسمها، خصوصاً في هذه المرحلة التي تمثل المرحلة الثانية بعد التأسيس.
وشدد رئيس الوفد القطري على أهمية احتواء الشباب في المؤسسات الإعلامية، والعمل على الاستفادة الكاملة من التطور التكنولوجي لإيصال الرسالة الإعلامية، حيث يمثل الشباب اليوم الجزء الأكبر من تركيبة المجتمعات الخليجية، ولهم تواجد مهم ومؤثر على مختلف القنوات الرقمية وعبر الأثير، مؤكدًا على أهمية الاستفادة من هذه الطاقات الشبابية في تنفيذ الأعمال الاحترافية التي تصل للمتابع، مع التركيز على عدم إرباك المبدعين من إعلاميين وفنانين في أعمال إدارية قد تكون سببًا في تحجيمهم وعدم قدرتهم على مواصلة الإبداع.
وأكد الهاجري على أهمية وصول الإعلام الخليجي والعربي بشكل عام إلى العالمية، وهو ما يحتاج إلى وجود متخصصين في مختلف مجالات الإعلام الفنية والإبداعية والتقنية، مع التأكيد على دور الشباب في ذلك، كونهم العصب والأوكسجين لأي عمل، وإعدادهم ليكونوا قادة الإعلام مستقبلًا.
وعن إمكانية وجود تعاون بين القطاعين العام والخاص في توصيل الرسالة الإعلامية، أوضح السيد أحمد الهاجري أنه بالإمكان إيجاد نوع من الشراكة والتعاون بين الجانبين في هذا الشأن، مع أهمية الاتفاق على إطار محدد للتنفيذ، حيث أن الرسالة الإعلامية للمؤسسات الرسمية تتمحور حول بث الخبر الرسمي لمختلف مؤسسات الدولة، والاعتماد على الدقة والمصداقية في الأخبار، فيما قد تكون لبعض المؤسسات الخاصة رسالة أو أهداف قد تتعارض مع هذا المبدأ، واستشهد الهاجري على ذلك بالنجاح الكبير الذي حققته المؤسسات الإعلامية الرسمية خلال جائحة كورونا (كوفيد-19)، حيث أثبت الإعلام الرسمي أهمية كونه يعتمد المصداقية والدقة والبعد عن الشائعات، وهو الخطأ الذي وقعت فيه بعض المؤسسات الخاصة التي سعت إلى الإثارة والسبق الإعلامي والصحفي.
وأشار الهاجري إلى التطور الكبير الذي شهده الإعلام الخليجي، والقطري خصوصاً، على مدى أكثر من 50 عامًا، حيث بدأ البث الإذاعي في دولة قطر عام 1968م من خلال إذاعة واحدة تبث لعدة ساعات يوميًا، وبفضل الدعم والتشجيع الرسمي أصبحت قطر تمتلك اليوم مجموعة من الإذاعات وبمختلف اللغات، إلى جانب 11 قناة تلفزيونية تبث على مدار 24 ساعة يوميًا.
وتطرق رئيس الوفد القطري إلى أهمية نقل الخبرات بين جيل الرواد والمؤسسين في الإعلام الخليجي وجيل الشباب، معتبراً ذلك من الأمور الهامة التي يجب الالتفات إليها وتعزيزها في جميع دول المجلس، إلى جانب العناية بمخرجات التعليم الجامعية بالمجال الإعلامي، مشيرًا إلى أن التخصصات الإعلامية في الجامعات الخليجية بدأت بعد نشوء المؤسسات الإعلامية، ولكنها للأسف لم تلبي حاجات السوق خصوصًا في المراحل الأولى، ولكن مع التطور الكبير في الأساليب التعليمية والأكاديمية فقد أصبحت مخرجات كليات الإعلام أكثر احترافية ومهنية، خصوصاً مع التوسع في نوعية هذه التخصصات لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
واختتم السيد أحمد غصاب الهاجري، رئيس وفد دولة قطر، بالتأكيد على أهمية احتواء الشباب الخليجي في مختلف المؤسسات الإعلامية، الرسمية والخاصة، والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم الإبداعية، إلى جانب ضرورة خلق نوع من الاحتكاك بينهم وبين رواد الإعلام، حتى تتواصل الرسالة التي نسعى جميعًا لتوصيلها، والمحافظة على القيم التي نفتخر بها جمعيًا في خليجنا العربي.