ندوة “النجومية والمسئولية”

في اليوم الختامي للمهرجان ندوة “النجومية والمسئولية” تناقش واقع ومستقبل منصات ومشاهير التواصل الاجتماعي. تألق نجوم الإعلام والتواصل الاجتماعي في ندوة” النجومية والمسؤولية”، والتي أقيمت أمس الخميس ضمن فعاليات اليوم الختامي لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته الخامسة عشرة، وناقشت الندوة العديد من المحاور الهامة حول كيفية صناعة محتوى إعلامي مؤثر، وواقع ومستقبل منصات ومشاهير التواصل الاجتماعي، وإشكالية المسئولية الأدبية والأخلاقية والقانونية فيما يُقدَّم من محتوى وفقًا للمعايير الإعلامية والقيم الدينية والمجتمعية.

وشارك في الندوة كل من: عمر فاروق، صانع محتوى ومؤثر في وسائط التواصل الاجتماعي، د. محمد الحاجي، مدير إدارة التغيير السلوكي بوزارة الصحة السعودية، عبدالله السبيعي، متخصص في التقنية والتطبيقات، الإعلامي القطري محمد سعدون الكواري، بركات الوقيان، مستشار وكبير اختصاصي إعلام، وأدارتها الإعلامية ومقدمة البرامج ندى الشيباني.
وضمن مشاركته، رأى “بركات الوقيان” أن النجومية مسؤولية، والمشهور عليه أن يطوع هذه الشهرة لخدمة الدين والوطن والمجتمع والأخلاق والتقاليد المجتمعية، مؤكدًا حق الدُّول والحكومات في إتخاذ إجراءات ضد صانعي المحتوى والمشاهير الذين يتجاوزون القواعد والأسس المجتمعية والأخلاقية.
وشدّد الوقيان على أهمية أن لا يهمل المشاهير من شباب مواقع التواصل الاجتماعي اكتساب الخبرات من جيل الرواد، بما يساعدهم في تطوير إنتاجهم وضبط بوصلته، معتبرًا أن الشخص الذي يظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمام الناس ليس مُلكًا لنفسه، بل للجمهور الذي يخاطبه، ولذا عليه أن يكون ملتزمًا بالأخلاق الحميدة، وأن يكون قدوةً حسنة لمتابعيه.
من ناحيته، أكد “محمد سعدون الكواري”، أن مواجهة أية تجاوزات في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية الرقمية والرقابة عليها، أكثر صعوبة من الرقابة على الإعلام في الأجيال السابقة، حيث كان التواصل يتم من طرف واحد، ولم يكن للجمهور أي مساهمة أو مشاركة في صناعة أي محتوى، مضيفًا، أن الوزارات بشكل عام ومن بينها وزارات وهيئات الإعلام يجب أن يكون دورها حاليًا دور إشرافي يضع الأسس والقوانين، دون الدخول إلى مجال المحتوى، وعليها أن تساهم في صنع نجوم ونماذج جيدة، كُلٌ في موقعه، وأن يكون التحرك موازٍ لسرعة التطورات التكنولوجية والرقمية.


من جهته قال “عبدالله السبيعي”، إن أهمية الإعلام تكمن في أنه لحظي، وبالتالي على الإعلاميين أن يواكبوا ذلك، ويستعدوا بالأدوات التي تُمكّنهم من صنع الخبر ونشره بسرعة، مؤكدًا أن الاستمرارية على منصات التواصل مرتبطة بما يتم تقديمه من محتوى هادف، وأن من يركض وراء “التريند” لن يستمر.
أما “د. محمد الحاجي”، فأكد أن الشخصية المشهورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عليها أن تُظهِر أفضل ما لديها من أخلاقيات وقيم وعلم وثقافة لتحافظ على النجومية، مستعرضًا عددًا من الأفكار التي يمكن أن تحقق النجومية في هذا المجال، ومنها جذب الجمهور من خلال المحتوى الهادف البسيط، وجعله قابل للتطبيق، ويحمل قدرًا من الإبهار البصري.
وفي هذا السياق قدم المتحدثون أيضا عددًا من الأفكار، ومنها: ضرورة أن يحرص صانع المحتوى على وضع لمساته الشخصية والتحدث بأسلوب متفرد، وكذلك أن يكون الشخص المؤثر سفيرًا لبلده، ويقدم رسالة أخلاقية ووطنية، وأن يتميز بالوضوح والمباشرة في الطرح، وأن يكون على دراية تامة بطبيعة الشريحة العمرية والاجتماعية التي يخاطبها، وأن يكون صاحب مبادرة في طرح وتناول الموضوعات، وألا يكون عمله مجرد رد فعل لما ينتشر من “تريندات” على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة.


وفي إطار النقاش عن جدوى وضع قوانين تضبط أداء منصات التواصل الاجتماعي، أكد “عمر فاروق”، أنه لا يؤيد ذلك التوجه، لأن وضع قيود على الإعلام الجديد سيؤدي في نهاية المطاف إلى تشابه المواد المقدمة في المضمون، وسيجبر بعضها على التوقف، وأن الأفضل هو وضع الخطوط العامة التي تحكم هذا النوع من الإعلام، ومن ثمّ يكون الإعلامي أو صانع المحتوى هو الرقيب على نفسه.
أما “محمد سعدون الكواري”، فأكد أنه يؤيد تشجيع الإبداع والابتكار، ويرى أن تقنين ووضع ضوابط لعمل المنصات الرقمية سيؤدي إلى إعاقتها، فيما أكد “عبدالله السبيعي” أن القيود يجب أن يضعها النجم والإعلامي بنفسه، وأن يكون المحتوى المنشور لا يتعارض مع الثوابت الدينية والوطنية والمجتمعية.
وشدّد المتحدثون في الندوة على أن الرسالة الإعلامية مهمة، وكل إعلامي عليه أن يتعرف على إمكانياته ويطورها، وأن يدرك أن الحرية الممنوحة له تقابلها مسئولية تجاه الأخرين، وأن من يسعى للظهور من أجل الظهور لابد أنه سيختفي يومًا ما.