يُعدُّ مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، الذي ينظمه جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، واحدًا من أعرق الملتقيات والتجمعات الإعلامية التي تظهر الإنجازات الفنية والتقنية التي تحققت في مجال الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني خليجيًّا وعربيًّا، ويسعى المهرجان لمواكبة الجديد في هذا المجال، كما يُعدُّ المهرجان نافذة للتواصل من خلال تبادل الأفكار والخبرات للعاملين في مجال الإعلام.
وتبرز أهمية مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون منذ انطلاق دورته الأولى التي احتضنتها دولة الكويت عام 1980م، من خلال سعيه لتحقيق أهدافه، والتي من أهمها التعريف بالإنتاج الإذاعي والتلفزيوني للهيئات الأعضاء، وإتاحة الفرص للقاءات مثمرة مع المنتجين العرب، والارتقاء بمستوى الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في دول منطقة الخليج العربية بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام، وتعزيز الصلات بين المبدعين في الدول الأعضاء، ونظرائهم في الوطن العربي والعالم، وتبادل الخبرات بين المؤسسات الإعلامية في هذه الدول، بالإضافة إلى تنشيط حركة تسويق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بين الجهات المشاركة في المهرجان، وعرض أحدث ما تمَّ إنتاجه من أجهزة ومعدات تقنية في مجالي الإذاعة والتلفزيون، وكذلك العمل على تطوير الأساليب الإذاعية والتلفزيونية فنيًّا وتقنيًّا، وتنمية روح التنافس وتشجيع المواهب المبدعة، وتشجيع النقد البناء والتقويم العلمي، بشكل يُسهم في إيجاد إنتاج فني متميز، وتنظيم لقاءات فكرية وورش عمل متخصصة في مجالي الإذاعة والتلفزيون.
رئاسة المهرجان:
تتكون رئاسة المهرجان من كل من وزير الإعلام، أو رئيس الجهة المسؤولة عن الإذاعة والتلفزيون في الدولة المضيفة (رئيسًا)، وعضو في الدولة المضيفة (نائبًا للرئيس)، ومدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج (أمينًا عامًا للمهرجان).
مقر المهرجان وموعده:
يتم استضافة دورات المهرجان بمقتضى اتفاق بين الهيئة الراغبة في الاستضافة ورئاسة المهرجان وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، علمًا بأن المهرجان يقام كل عامين في مملكة البحرين، ويحق لكل هيئة من الهيئات الأعضاء بجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج طلب تنظيم إحدى دورات المهرجان في بلدها، بالتنسيق مع مملكة البحرين وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج.
شعار المهرجان:
بكل همة وعزم تنطلق سفن الصيد في الخليج العربي حاملة على ظهرها رجالاً غامروا بحياتهم طلبًا للرزق، ينشدون فيما بينهم الأهازيج الخاصة بالغوص والصيد ليخففوا عن أنفسهم رحلة التعب وعتمة الليل والأيام الطويلة.
“هيه يا الله .. هيه يا الله” تلك الكلمات والألحان ارتبطت بأمواج البحر والهمهمة التي يتقنها البحارة فيما بينهم وجعلت من الموروث الغنائي البحري ميزة خاصة لصيادي الخليج العربي.
من هنا تم استلهام شكل الشعار والزخارف من شراع ومن شباك الصيد في المركب الخليجي، وم ثم تبسيطهم إلى رموز ليعبروا عن “هوية مميزة تجمعنا”.
دورات المهرجان:
- مهرجان الخليج الدورة الأولى – ١٩٨٠م
- مهرجان الخليج الدورة الثانية – ١٩٨٢م
- مهرجان الخليج الدورة الثالثة – ١٩٨٤م
- مهرجان الخليج الدورة الرابعة – ١٩٩٤م
- مهرجان الخليج الدورة الخامسة – ١٩٩٧م
- مهرجان الخليج الدورة السادسة – ١٩٩٩م
- مهرجان الخليج الدورة السابعة – ٢٠٠١م
- مهرجان الخليج الدورة الثامنة – ٢٠٠٤م
- مهرجان الخليج الدورة التاسعة – ٢٠٠٦م
- مهرجان الخليج الدورة العاشرة – ٢٠٠٨م
- مهرجان الخليج الدورة الحادية عشرة – ٢٠١٠م
- مهرجان الخليج الدورة الثانية عشرة – ٢٠١٢م
- مهرجان الخليج الدورة الثالثة عشرة – ٢٠١٤م
- مهرجان الخليج الدورة الرابعة عشرة – ٢٠١٦م
مسابقات المهرجان:
تأتي هذه المسابقات حرصًا من المهرجان على بث روح المنافسة والتنافس بين البرامج الإذاعية والتلفزيونية، والتي عادة تشمل كافة فروع الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، والتي منها، على سبيل المثال لا الحصر، الأعمال الدرامية، والبرامج الدينية، والبرامج الثقافية، وبرامج الأطفال، والبرامج التسجيلية، وبرامج المنوعات، والبرامج الحوارية، والبرامج التوعوية، ويحق للجنة الدائمة للمهرجان إضافة أو إلغاء أي من فروع المسابقة.
ويقوم جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بتشكيل لجنة تحكيم لكل فرع من فروع المسابقات تتألف من شخصيات خليجية وعربية من ذوي الاختصاص، وتتمتع بالخبرة والمصداقية، وتلتزم هذه اللجان في تقييم الأعمال المشاركة في المسابقات بمعايير التقييم المعدة من قبل إدارة المهرجان.
أولاً: مسابقة الإنتاج الإذاعي:
تنقسم هذه المسابقة إلى قسمين:
مسابقة الإنتاج الإذاعي للهيئات الأعضاء، وتم إطلاقها في الدورة السابعة.
مسابقة الإنتاج الإذاعي للإذاعات الخليجية الخاصة، وتم تدشينها في الدورة الثالثة عشرة.
ثانيًا: مسابقة الإنتاج التلفزيوني:
تنقسم هذه المسابقة إلى قسمين:
مسابقة الإنتاج التلفزيوني للهيئات الأعضاء.
مسابقة الإنتاج التلفزيوني للقطاع الخاص، وتم إقرارها اعتبارًا من الدورة الخامسة.
ثالثـًا: مسابقة الأفلام القصيرة (للأفراد من دول مجلس)
تم تدشين هذه المسابقة في الدورة الرابعة عشرة، وتتضمن الفروع التالية:
الأفلام الروائية القصيرة.
الأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة.
أفلام الطلاب والهواة (مشاريع تخرج طلاب كليات الإعلام بالدول الأعضاء والهواة).
رابعًا: مسابقة الإعلام الرقمي
استحدثت هذه المسابقة في الدورة الرابعة عشرة للأعمال التي ينتجها الأفراد من أبناء مجلس التعاون، والتي تشمل: مواد تعتمد على المشاهد التمثيلية أو الرسوم المتحركة، والمؤثرات الصوتية والحركية، أو التقديم والتعليق، وتتناول الموضوعات الاجتماعية، والثقافية، والرياضية، والترفيهية، ولا تحمل في مضامينها أية إساءة صريحة أو ضمنية لدولة أو فئة أو شريحة أو مذهب أو شخصية معينة، ولا تزيد مدة المادة عن (10) دقائق.
الندوات الفكرية وحلقات النقاش وورش العمل:
أولاً: الندوات الفكرية والإعلامية
تناقش هذه الندوات أهم الظواهر والمستجدات على الساحة الإعلامية في مجالي الإذاعة والتلفزيون، ويتم اختيار موضوعات الندوات ومحاورها من قبل مختصين في المجال الإعلامي.
ثانيًا: حلقات النقاش
تقام حلقة نقاش تضم مجموعة من الباحثين والأكاديميين، لمناقشة موضوع إعلامي معين، ويتاح خلالها الاستفادة من العصف الذهني للمشاركين، للخروج بنتائج واضحة تفيد المهتمين في مجالي الإذاعة والتلفزيون في منطقة الخليج والعالم العربي.
ثالثـًا: ورش العمل
يقيم المهرجان في كل دورة ورش عمل تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف، من خلال إتاحة الفرص للعاملين في أجهزة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في الدول الأعضاء، للتعرف على بعض الخبرات العربية والدولية في أحد المجالات الإعلامية الحديثة المتعلقة بالعمل الإذاعي والتلفزيوني.
سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني:
يُقام في إطار المهرجان سوق للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، بإشراف إدارة المهرجان، تشارك فيه الهيئات والشركات العاملة في هذا المجال؛ لعرض إنتاجها بغرض البيع أو التبادل أو الدعاية، ولكل هيئة أو شركة الحق في دعوة من تراه من الفنانين الذين يشاركون في أعمالها، على أن تتحمل نفقات سفرهم وإقامتهم.
أهداف السوق:
يهدف السوق إلى إيجاد فرص مواتية للاطلاع على التجارب في مجالات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بين الهيئات الأعضاء وشركات ومؤسسات الإنتاج والتوزيع الخاصة، بالإضافة إلى توطيد الروابط بين المشاركين في السوق، وتيسير فرص الحوار المثمر بين العاملين في مجال الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وكذلك الاتفاق على صيغ وأساليب جديدة في مجال الإنتاج والتبادل البرامجي والتسويق.
وقد شهد سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني على مدى دوراته الماضية تطورًا ملحوظًا، على الرغم من أن بداياته كانت مقتصرة على جهات محدودة، ثم بدأ الجهاز يستشعر أهميته وسعى إلى تفعيله وتطويره وفتح المجال فيه لكافة المنتجين من أبناء دول مجلس التعاون والدول العربية وبعض دول العالم، كما أنه لم يقتصر على الشركات المنتجة للأعمال الإذاعية والتلفزيونية، ومن ثم أصبح السوق محط أنظار العديد من الشركات الخليجية والعربية والدولية.
تكريم رواد العمل الإعلامي:
يقوم المهرجان بداية من الدورة الخامسة بتكريم عدد من الشخصيات الإذاعية والتلفزيونية الذين كان لهم دور بارز في إثراء الساحة الإعلامية ممن ترشحهم دولهم، بواقع اثنين من كل دولة، الأول من الإذاعة والآخر من التلفزيون، واستحدث في الدورة الثانية عشرة تكريم شخصية إعلامية في المجال الرياضي، كما حرص جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بداية من الدورة التاسعة على تكريم عدد من الشخصيات التي أسهمت في دعم أعمال الجهاز أثناء توليها مناصب ذات علاقة مباشرة بالجهاز.
ماضٍ يصنع المستقبل
استطاع مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، منذ انطلاقته عام 1980م في دورته الأولى بدولة الكويت، أن يحتل موقعًا متميزًا على خريطة المهرجانات المناظرة، الإقليمية والعربية والدولية، وأن يُسهم في توثيق الروابط والصلات بين أبناء الشعب العربي، وأن يكون شريكًا في تحقيق التطور الإعلامي المنشود خليجيًّا وعربيًّا.
وقد شهد المهرجان تطورًا ملحوظًا عبر دوراته المختلفة؛ من حيث نظمه وفعالياته، وتنوع مجالات وفروع البرامج المشاركة في مسابقاته في كل دورة، إلى جانب سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، واستحداث معرض لوسائل الاتصال في مجالي الإذاعة والتلفزيون.
وإذا كان المهرجان قد صنع لنفسه هذه المكانة، وحاز على اعتراف النقاد والمتابعين والمهتمين بالعمل الإذاعي والتلفزيوني، لانتظام استمراريته، وللشفافية التي تحكم مسابقاته، فإن ذلك لم يكن ليتحقق دون ما يلقاه المهرجان من دعم، ومؤازرة وإيمان المسؤولين في الدول الأعضاء بأهداف المهرجان، إضافة إلى الدور البارز لمملكة البحرين التي احتضنت المهرجان منذ دورته الرابعة عام 1994م.
وتضع “إذاعة وتلفزيون الخليج” بين يديكم رصدًا توثيقيًّا لدورات المهرجان الأربعة عشرة على مدى أربعين عامًا؛ من حيث المشاركة، وفروع المسابقات، وأهم فعاليات كل دورة، بالإضافة إلى نتائج مسابقات الأعمال المشاركة في كل دورة من دورات المهرجان.